الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **
قوله: (منكري). أصله منكرين - جمع مذكر سالم - فحذفت النون للإضافة كما يحدث التنوين أيضا، قال الشاعر: وقيل: (مكاني) بدل (جواري). قوله: (القدر) هو تقدير الله - عز وجل - للكائنات، وهو سر مكتوم لا يعلمه إلا الله أو من شاء من خلقه. قال بعض أهل العلم: القدر سر الله - عز وجل - في خلقه، ولا نعلمه إلا بعد وقوعه سواء كان خيرا أو شرا. والقدر يطلق على معنيين. الأول: التقدير، أي: إرادة الله الشيء - عز وجل -. الثاني: المُقدّر، أي: ما قدره الله - عز وجل -. والتقدير يكون مصاحبا للفعل وسابقا له، فالمصاحب للفعل هو الذي يكون به الفعل، والسابق هو قدره الله - عز وجل - في الأزل، مثال ذلك: خلق الجنين في بطن الأم فيه تقدير سابق علمي قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وفيه تقدير مقارن للخلق والتكوين، وهذا الذي يكون به الفعل، أي: تقدير الله لهذا الشيء عند خلقه. والإيمان بالقدر يتعلق بتوحيد الربوبية خصوصا، وله تعلق بتوحيد الأسماء والصفات، لأنه من صفات الكمال لله عز وجل . والناس في القدر ثلاثة طوائف: الأولى: الجبرية الجهمية،، اثبتوا قدر الله تعالى وغلوا في لإثباته حتى سلبوا العبد اختياره وقدرته، وقالوا: ليس للعبد اختيار ولا قدرة في ما يفعله أو يتركه، فأكله وشربه ونومه ويقظته وطاعته ومعصيته كلها بغير اختيار منه ولا قدرة، ولا فرق بين أن ينزل من السطح عبر الدرج مختارا وبين أن يلقى من السطح مكرها. الطائفة الثانية: القدرية المعتزلة، أثبتوا للعبد اختيارا وقدره في عمله وغلوا في ذلك حتى نفوا أن يكون لله تعالى في عمل العبد مشيءئة أو خلق، ونفى غلاتهم علم الله به قبل وقوعه، فأكل العبد أو شربه ونومه ويقظته وطاعته ومعصيته كلها واقعة باختياره التام وقدرته التامة وليس لله تعالى في ذلك مشيءئة ولا خلق، بل ولا علم قبل وقوعه عند غلاتهم. استدل الأولون الجبرية: بقوله تعالى: وله شبه أخرى تركناها خوف الإطالة. والرد على شبهاتهم بما يلي: أما قوله تعالى: وأما قوله تعالى: وأما قوله تعالى: أحدهما: حذف المرمي، وهو فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي أضافه الله إليه. الثاني: إيصال المرمي إلي أعين الكفار الذين رماهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالتراب يوم بدر فأصاب عين كل واحد منهم، وهذا من فعل الله، إذ ليس بمقدور النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يوصل التراب إلى عين كل واحد منهم. وأما قوله تعالى: ثم نقول: القول بالجبر باطل بالكتاب والسنة والعقل والحس وإجماع السلف، ولا يقول به من قدّر الله حق قدره وعرف مقتضى حكمته ورحمته. فمن أدلة الكتاب: قوله تعالى: ومن أدلة السنة قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: وقوله: ولهذا إذا أُكره المرء على قول أو فعل وقلبه مطمئن بخلاف ما أكره عليه، لم يكن لقوله أو فعله الذي أكره عليه حكم فاعله اختيارا. وأما إجماع السلف على بطلان القول بالجبر: فلم ينقل عن أحد منهم أنه قال به، بل رد من أدرك منهم بدعته موروث معلوم. وأما دلالة العقل على بطلانه: فلأنه لو كان العبد مجبر على عمله، لكانت عقوبة العاصي ظلما ومثوبة الطائع عبثا، والله تعالى منزه عن هذا وهذا، ولأنه لو كان العبد مجبرا على عمله لم تقم الحجة بإرسال الرسل، لأن القدر باق مع إرسال الرسل، وما كان الله ليقيم على العباد حجة انتفاء كونها حجة. وأما دلالة الحس على بطلانه: فإن الإنسان يدرك الفرق بين ما فعله باختياره، كأكله وشربه وقيامه وقعوده، وبين ما فعله بغير اختياره، كارتعاشه من البرد والخوف ونحو ذلك. واستدل الطائفة الثانية (القدرية) بقوله تعالى: والرد عليهم من وجوه: الأول: أن الآيات والأحاديث التي استدلوا بها نوعان: نوع مقيد لإرادة العبد وعمله بأنه بمشيءئة الله، كقوله تعالى: وكقوله تعالى: والنوع الثاني: مطلق، كقوله تعالى: وهذا النوع المطلق يحمل على المقيد كما هو معلوم عند أهل العلم. الثاني: أن إثبات استقلال العبد بعمله مع كونه مملوكا لله تعالى يقتضي لإثبات شيء في ملك الله لا يريده الله، وهذا نوع إشراك به، ولهذا سمي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: الثالث أن نقول لهم: هل تقرون بأن الله تعالى عالم بما سيقع من أفعال العباد؟ فسيقول غير الغلاة منهم: نعم، نقر بذلك، فنقول وهل وقع فعلهم على وفق علم الله أو على خلافه؟ فإن قالوا: على وفقه، قلنا: إذاً قد أراده، وإن قالوا: على خلافه، فقد أنكروا علمه، وقد قال الأئمة رحمهم الله في القدرية: ناظروهم بالعلم، فإن أقروا به، خُصموا، وإن أنكروه، كفروا. وهاتان الطائفتان - الجبرية والقدرية - ضالتان طريق الحق، لأنهما بين مفرط غال ومفرط مقصر، فالجبرية غلوا في إثبات القدر وقصروا في إرادة العبد وقدرته، والقدرية غلوا في إثبات القدر وقصروا في العبد وقدرته، والقدرية غلوا في إثبات إرادة العبد وقدرته وقصروا في القدر. ولهذا كان الأسعد بالدليل والأوفق للحكمة والتعليل هم: الطائفة الثالثة: أهل السنة والجماعة، والطائفة الوسط، الذين جمعوا بين الأدلة وسلكوا في طريقهم خير ملة، فآمنوا بقضاء الله وقدره، وبأن للعبد اختيارا وقدرة، فكل ما كان في الكون من حركة أو سكون أو وجود أو عدم، فإنه كائن بعلم الله تعالى ومشيءئته، وكل ما كان في الكون فمخلوق لله تعالى، لا خالق إلا الله ولا مدبر للخلق إلا الله - عز وجل - وآمنوا بأن للعبد مشيءئة وقدرة، لكن مشيءئته مربوطة بمشيءئة الله تعالى، كما قال تعالى: هؤلاء هم الذين جمعوا بين الدليل المنقول والمعقول، فأدلتهم على إثبات القدر هي أدلة المثبتين له من الجبرية، لكنهم استدلوا بها على وجه العدل والجمع بينهما وبين الأدلة التي استدل بها نفاة القدر. وأدلتهم على الإثبات مشيءئة العبد وقدرته هي أدلة المثبتين لذلك من القدرية، لكنهم استدلوا بها على وجه العدل والجمع بينها وبين الأدلة التي استدل بها نفاة مشيءئة العبد وقدرته. وبهذا نعرف أن كل من الجبرية والقدرية نظروا إلى النصوص بعين الأعور الذي لا يبصر إلا من جانب واحد، فهدي الله أهل السنة والجماعة لما اختلف فيه من الحق بإذنه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. * · حكاية: مما يحكى أن القاضي عبد الجبار الهمذاني المعتزلي دخل على الصاحب ابن عباد وكان معتزليا ايضا، وكان عنده الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني، فقال عبد الجبار على الفور: سبحان من تنزه عن الفحشاء ! فقال أبو إسحاق فورا: سبحان من لا يقع في ملكه إلا ما يشاء! فقال عبد الجبار وفهم أنه قد عرف مراده: أيريد ربنا أن يعصى؟ فقال أبو إسحاق: أيعصى ربنا قهرا؟ فقال له عبد الجبار: أرأيت أن منعني الهدى وقضى على بالردى، أحسن إلىّ أم أساء؟ فقال له أبو إسحاق: إن كان منعك ما هو لك، فقد أساء، وإن كان منعك ما هو له، فيختص برحمته من يشاء. فانصرف الحاضرون وهم يقولون: والله، ليس عن هذا جواب. ا. هـ. وقد ذكر شيءخ الإسلام ابن تميمة رحمه الله أن أهل السنة والجماعة وسط بين فرق المبتدعة في خمسة أصول ذكرها في (العقيدة الواسطية) فلتراجع هناك.
* · مراتب القدر: وهي أربع يجب الإيمان بها كلها: المرتبة الأولى: العلم، وذلك بأن تؤمن بأن الله تعالى على علم كل شيء جملة وتفصيلا، فعلم ما كان وما يكون، فكل شيء معلوم لله، سواء كان دقيقا أم جليلا أو أفعال خلقه. وأدلة ذلك من الكتاب كثيرة، منها: قوله تعالى: ولا حظ سعة علم الله - عز وجل - وإحاطته، فلو فرض أنه في ليلة مظلمة ليس فيها قمر وفيها سحاب متراكم ممطر وحبة في قاع البحر المائج العميق، فهذه ظلمات متعددة: ظلمة الطبقة الأرضية، وظلمة البحر، وظلمة السحاب، وظلمة المطر، وظلمة الأمواج، وظلمة الليل، فكل هذا داخل في قوله تعالى: ففي هذه الآية إثبات العلم وإثبات الكتابة. ومنها قوله تعالى: المرتبة الثانية: الكتابة، وقد دلت عليها الآيتان السابقتان. المرتبة الثالثة: المشيءئة، وهي عامة، ما من شيء في السموات والأرض إلا وهو كائن بإرادة الله ومشيءئته، فلا يكون في ملكه ما لا يريد أبدا، سواء كان ذلك فيما يفعله بنفسه أو يفعله مخلوق، قال تعالى: المرتبة الرابعة: الخلق، فما من شيء في السموات ولا في الأرض إلا الله خالقه ومالكه ومدبره وذو سلطانه، قال تعالى: 1. 1. إرادة جازمة. 2. 2. قدرة تامة. والله هو الذي خلق في الإنسان الإرادة الجازمة والقدرة، ولهذا قيل لأعرابي: بم عرفت ربك؟ قال بنقص العزائم، وصرف الهمم. والعبد يتعلق بفعله شيئان: 1. 1. خلق، وهذا يتعلق بالله. 2. 2. مباشرة، وهذا يتعلق بالعبد وينسب إليه، قال تعالى: وأهل السنة والجماعة يؤمنون بجميع هذه المراتب الأربع، وقد جمعت في بيت: وهناك تقديرات أخرى نسبية: منها: تقديري عمري: حين يبلغ الجنين في بطن أمه أربعة أشهر يرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، ويكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد. ومنها: التقدير الحولي: وهو الذي يكون في ليلة القدر، يكتب فيها ما يكون في السنة، قال تعالى: ومنها التقدير اليومي: كما ذكره بعض أهل العلم واستدل له بقوله تعالى: فإن قيل: هل الإيمان بالقدر ينافي ما علم بالضرورة من أن الإنسان يفعل الشيء باختياره؟ الجواب: لا ينافيه، لأن ما يفعله الإنسان باختياره من قدر الله، كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أقبل على الشام، وقالوا له: إن في الشام طاعونا يفتك بالناس، فجمع الصحابة وشاورهم، فقال بعضهم: نرجع. فعزم على الرجوع، فجاء أمين هذه الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح، فقال: يا أمير المؤمنين! أفرارا من قدر الله؟ فأجاب عمر نفر من قدر الله إلى قدر الله [البخاري: كتاب الطب / باب ما يذكر في الطاعون، ومسلم: كتاب السلام / باب الطاعون والطيرة.]. يعني: أن مضينا في السفر بقدر الله، ثم ضرب له مثلا، قال: أرأيت لو كان لك إبل فهبطت واديا له شعبتن إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة فبقدر الله، وإن رعيت الجدبة فبقدر الله؟ وقال أيضا: أرأيت لو رعى الجدبة وترك الخصبة، أكنت معجزة؟ قال: نعم. قال: فسر إذن. ومعنى معجزة: ناسبا إياه إلى العجز. فالإنسان وإن كان يفعل، فإنما يفعل بقدر الله. فإن قيل: إذا تقرر ذلك، لزم أن يكون العاصي معذورا بمعصيته، لأنه عصي بقدر الله؟ أُجيب: إن احتجاج العاصي بالقدر باطل بالشرع والنظر. أما بطلانه بالشرع: فقد قال الله تعالى: وأما بطلانه بالنظر، فنقول: لو فرض أنه نشر في جريدة ما عن وظيفة مرتبه كذا وكذا، ووظيفة أخرى أقل منها، فإنك سوف تطلب الأعلى، فإن لم يكن، طلبت الأخرى، فإذا لم يحصل له شيء منها، طلبت الأخرى، فإذا لم يحصل منها، فإنه يلوم نفسه على تفريطه بعدم المسارعة إليها من أول الناس. وعندنا وظائف دينية الصلوات الخمس كفارة لما بينها، وهي كنهر على باب أحدنا يغتسل منه كل يوم خمس مرات، وصلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، فلماذا تترك هذه الوظائف وتحتج بالقدر وتذهب إلى الوظائف الدنيوية الرفيعة، فكيف لا تحتج بالقدر فيما يتعلق بأمور الدنيا وتحتج به فيما يتعلق بأمور الآخرة؟ مثال آخر:رجل قال: عسى ربي أن يرزقني بولد صالح عالم عابد، وهو لم يتزوج، فنقول: تزوج حتى يأتيك. فقال: لا. فلا يمكن أن يأتيه الولد، لكن إذا تزوج، فإن الله بمشيءئتة قد يرزقه الولد المطلوب. وكذلك من يسال الله الفوز بالجنة والنجاة من النار، ولا يعمل لذلك، فلا يمكن أن ينجو من النار ويفوز بالجنة لأنه لم يعمل لذلك. فبطل الاحتجاج بالقدر على معاصي الله بالأثر والنظر، ولهذا قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلمة جامعة مانعة نافعة: وللإيمان بالقدر فوائد عظيمة، منها: 1 - أنه من تمام توحيد الربوبية. 2- أنه يوجب صدق الاعتماد على الله - عز وجل - لأنك إذا علمت أن كل شيء بقضاء الله وقدره صدق اعتمادك على الله. 2 2 - أنه يوجب للقلب الطمأنينة، إذا علمت أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، اطمأننت بما يصيبك بعد فعل الأسباب النافعة. 3 3 - منع إعجاب المرء بعمله إذا عمل عملا يشكر عليه، لأن الله هو الذي من عليه وقدره له، قال تعالى: 4 4 - عدم حزنه على ما أصابه، لأنه من ربه، فهو صادر عن رحمة وحكمة. 5 5 - أن الإنسان يفعل الأسباب، لأنه يؤمن بحكمة الله - عز وجل - وأنه لا يقدر الأشياء إلا مربوطة بأسبابها.
وقال ابن عمر: (1) * * * قوله: (2) وابن عمر - رضى الله عنه وعن أبيه - ذكر حكمهم بالنسبة لقبول عملهم ولم يقل هم كفار، لكن حكمه بأن انفاقهم في سبيل الله لا يقبل يستلزم الحكم بكفرهم، وإنما قال ابن عمر ذلك جوابا على ما نقل إليه من أن أُناسا من البصرة يقولون: إن الله - عز وجل - لم يقدر فعل العبد وإن الأمر أُنف، وأنه لا يعلم بأفعال العبد حتى يعلمها وتقع منه، وانه لا يعلم بأفعال العبد حتى يعملها وتقع منه،
بالقدر، ثم استدل بقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: فابن عمر حكم بكفرهم اللازم من قوله: (ما قبله حتى يؤمن بالقدر)، والذي لا تقبل منه النفقات هو الكافر، لقوله تعالى: ووجه استدلال ابن عمر: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جعل الإيمان مبنيا على هذه الأركان الستة، وإذا فات ركن من الأركان، سقط البنيان، فإذا أنكر الإنسان شيئا واحدا من هذه الأركان الستة، صار كافرا، وإذا كان كافرا، فإن الله لا يقبل منه. قوله: (أن تؤمن بالله). والإيمان بالله - عز وجل - يتضمن أربعة أمور: 1 1 - الإيمان بوجوده. 2 2 - وبربوبيته. 3 3 - وبألوهيته. 4 4 - وبأسمائه وصفاته. فمن أنكر وجود الله، فليس بمؤمن، ومن أقر بوجوده وأنه رب كل شيء، لكنه أنكر أسماءه وصفاته، أو أن يكون مختصا بها، فهو غير مؤمن بالله. قوله: ((وملائكته). والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور: 1 1 الإيمان بوجودهم. 2 2 الإيمان باسم من علمنا اسمه منهم. 3 3 الإيمان بأفعالهم. 4 4 الإيمان بصفاتهم. فممن علمنا صفاته جبريل عليه السلام، علمناه على خلقته التي خلق عليها له ستمائة جناح، وقد سد الأفق، كما أخبرنا بذلك الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهذا يدل على عظمته، وأنه كبير جدا، فهو فوق ما نتصور، ومع ذلك يأتي بصورة بشر، فأتى مرة بصورة دحية الكلبي، وأتى مرة بصورة رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب لا يرى عليه أثر سفر ولا يعرفه من الصحابة أحد، فجلس إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جلسة المتعلم المتأدب [تقدم (ص 977).]. قوله: (وكتبه). أي: الكتب التي أنزلها على رسله. والإيمان بالكتب يتضمن ما يلي: 1 1 الإيمان بأنها حق من عند الله. 2 2 تصديق أخبارها. 3 3 التزام أحكامها ما لم تنسخ، وعلى هذا، فلا يلزمنا أن تلتزم بأحكام الكتب السابقة، لأنها كلها منسوخة بالقرآن، إلا ما أقره القرآن. وكذلك لا يلزمنا العمل بما نسخ في القرآن، لأن القرآن فيه أشياء منسوخة. 4 4 - الإيمان بما علمناه معينا منها، مثل التوراة، والأنجيل، والقرآن، والزبور، وصحف إبراهيم وموسى. 5 5 - الإيمان بأن كل رسول أرسله الله معه كتاب، كما قال الله تعالى:
|